هل هناك ممارسات يومية خاطئة تقوم بها المرأة دون قصد قد تزيد من إحتمال تعرضها للإصابة بمرض السرطان؟ إذا كانت الاجابة بنعم فما هذه الأخطاء؟ وهل يمكن بالفعل الوقاية من هذا المرض؟
يجيب عن هذه التساؤلات د. ناظم شمس أستاذ طب الأورام وأمراض الدم ومدير مركز الأورام بمستشفي جامعة المنصورة بأنه هناك العديد من السلوكيات الخاطئة التي تقوم بها السيدات عن غير قصد وبدون علم أيضا، قد تزيد من فرص الإصابة ببعض أنواع السرطانات.. فللأسف معظم المواد التي تستخدمها السيدات في تبييض البشرة او الجلد تحتوي علي مواد ضارة مثل مادة الهيدروكينون وهي المسئولة عن إزالة الصبغيات الموجودة بالجلد، وهذه الصبغيات الطبيعية تمنع الإشعاعات فوق البنفسجية التي تأتي من أشعة الشمس بطريقه مباشرة أو غير مباشرة من إختراق طبقات الجلد لتسبب السرطان، كذلك معظم الكريمات التي تستعمل للتجميل أو الترطيب تحتوي علي مواد كربونية وتعتبر عاملا أساسيا ومسئولا عن الإصابة بسرطان الجلد، وأيضا بعض السرطانات في الأعضاء الداخليه للجسم وخاصة الكبد والمثانة لأنهما من القنوات النهائية لإخراج هذه المكونات من الجسم.
ويؤكد أنه يجب التقليل من الكريمات الواقية من الشمس لأنها تحتوي علي مواد تسبب الأكسدة، وتعد سببا رئيسيا لتكوين السرطان في معظم الخلايا، فكل هذه الكريمات تحتوي علي صبغات وألوان غير طبيعية لها أبلغ الضرر علي كل الجسم.
¤ كريمات تفتيح البشرة:
كما أن بعض كريمات تفتيح البشرة يحتوي علي مواد زئبقية تؤدي في حالة إمتصاص الجلد لها إلي أعراض خطيرة أقلها الفشل الكلوي، وقد أشارت دراسة قامت بها وكالة الغذاء والدواء الأمريكية إلي أن أهم أنواع الصبغيات في الجلد هي الميلانين وتقدر الخلايا الميلانينية في كل 2 سم من جسم الإنسان بنحو1600 خلية، وهي نسبة عالية يحتاجها الإنسان لحمايته من أشعة الشمس، لذا فإن الأشخاص الذين ليست لديهم صبغيات ميلانينية عادة ما يتعرضون لأمراض كثيرة في حالة تعرض جلدهم لأشعة الشمس بصورة مباشرة.
كما أفادت الدراسة بأن الخطر من إستخدام كريمات تفتيح البشرة هو إحتواؤها علي نسبة من الزئبق، فالمعروف علميا أن جسم الإنسان يجب ألا تزيد نسبة الزئبق فيه علي 1 من المليون، ولكن إستخدام هذه الكريمات يزيد نسبة الزئبق في الجسم، مما يؤدي إلي تلف في خلايا الجهاز العصبي بالإضافة إلي الفشل الكلوي، وتصبح المشكلة أكثر خطورة عندما تستخدم المرأة الحامل هذه الكريمات حيث ينتقل الزئبق، إلي الجنين عبر الدم، وأيضا إذا كانت مرضعا لأنه ينتقل عبر حليب الأم إلي الطفل مما يسبب خطورة عليه.
وتشير الدراسة إلي أنه عند وضع تلك الكريمات التي تحتوي علي الزئبق، والتي توضع علي البشرة بهدف تبييضها، فإن الزئبق يقوم بتكسير خلايا الميلانين وتصبح هذه الخلايا غير قادرة علي مقاومة أشعة الشمس ومن هنا ينتج الخطر.
كما أن بعض هذه الصبغات أو الكريمات قد تكون ملوثة بأنواع كثيرة من الميكروبات الضارة لأن بعضها يدخل في تركيبه البيض واللبن، وفي الغالب يكونا غير صالحين للإستخدام في الطعام فيتم إستعمالهما في تصنيع الكريمات والشامبوهات للأسف.
¤ مواد التنظيف:
كما يحذر د.ناظم من إستعمال مواد التنظيف الصناعيه وكذلك التنظيف الجاف للملابس ويمكن بدلا من ذلك تنظيفها بالبخار أو بالطرق التقليدية لأن الدراسات الحديثة أثبتت أنه عند إرتداء تلك الملابس يقوم الجسم بإمتصاص ما بها من كيماويات مما يخل بتوازن الجسم ويزيد من تعرضه للأمراض.
كما يجب تجنب تناول مكسبات الطعم والرائحة واللون أو التقليل منها قدر المستطاع، وأيضا الأطعمة المعرضة للمبيدات الكيميائية، حيث إنه من المعروف أن التعرض لتلك المواد وخصوصا للأطفال في السن الصغيرة يعرضهم وبصورة أكبر لخطر الإصابة بالسرطان، ولذا يفضل التوجه للمنتجات الحيوية والعضوية وخصوصا الخضراوات والفواكه حيث إنهما من أهم العوامل المساعدة علي رفع مناعة الجسم ضد هذا المرض وغيره.
وفي النهاية فإن إستعمال كل المواد الصناعية والصبغات غير الطبيعية يتنتج ماهو غير طبيعي وعلي رأسها السرطان، فيجب الإبتعاد عن كل هذه الأشياء فهي للأسف مواد مسرطنة ويمكن أن تظهر آثارها السلبية علي المدي القريب أوالبعيد.
الكاتب: ريهام محمود عبد السميع.
المصدر: جريدة الأهرام المصرية.